الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أحرم بعمرة بعد الحج من داخل مكة

السؤال

ذهبت إلى الحج، وقمت بعمل عمرة لأخي الشهيد، ولم أذهب إلى التنعيم لأحرم، بل أحرمت من سكني في منطقة العزيزية. هل عليَّ شيء.
وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإننا أولاً نلفت نظر السائل الكريم إلى أنه لا ينبغي أن يُحْكَمَ على شخص معين بأنه شيهد، إلا من شهد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن هذا من أمور الغيب، وليس كل من قتله العدو صار شهيداً، فقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: تقولون في مغازيكم فلان شهيد، ومات فلان شهيداً، ولعله أن يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلك، ولكن قولوا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد. أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما، وحسنه الحافظ في الفتح.

قال الحافظ في الفتح: فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله. ا.هـ

أما عن السؤال فإن من حج، وأراد أن يعتمر بعد إكمال الحج، فإنه يخرج إلى أدنى الحل كالتنعيم أو الجعرانة، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بعائشة إلى التنعيم لتحرم بالعمرة من هناك، والحديث رواه الشيخان.

فلو كان الإحرام بالعمرة من الحرم جائزاً لما أمره أن يخرج بها إلى التنعيم لتحرم بالعمرة، وبما أنك أحرمت من الحرم، ولم تحرم من الحل؛ فعمرتك صحيحة، ولكن يلزمك دم، والدم شاة، أو سُبْعُ بدنة، توزع على فقراء الحرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني