الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العذر بالجهل في رش الحناء والحليب في المنزل لدفع العين

السؤال

رزقني الله سبحانه وتعالى منزلًا قمت ببنائه، وسيارة اشتريتها مؤخرًا، وطلبت من أخي أن يقوم بذبح شاة؛ شكرًا لله على هذه النعم، وهذا التوفيق من الله، فقامت والدتي -وهي امرأة كبيرة غير متعلمة- برش حناء وحليب في المنزل؛ اعتقادًا منها أن ذلك يدفع العين، ويبعد الشياطين عن المنزل، وقد فعلت هذا دون علمي؛ لأني كنت سأمنعها، خصوصًا أنني غير موجود في نفس المكان بسبب العمل، فأخبرتها أن ذلك خطأ، فغضبت، وقالت: قمت بما يقوم به الناس في مثل هذه الحالات، فهل العمل الذي قامت به والدتي يبطل النية التي ذبحت بها تلك الذبيحة، وهي الشكر لله، والفرح بإتمام البيت، وشراء السيارة؟ وهل والدتي معذورة؛ لأنها امرأة غير متعلّمة؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما فعلتْهُ والدتُك لا أثر له على ما فعلتَه أنت، ولا علاقة له به، وقد قال الله تعالى: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، أي: لا تحمل نفس مذنبة ذنب نفس مذنبة أخرى. وقد بينا في الفتوى: 151827 المشروع والممنوع من الذبح عند السكن في البيت الجديد.

وأما هل والدتك معذورة بالجهل؛ فالجهل عذر في حق من لم يتمكن من العلم.

وأما من تمكن من العلم، فقصّر؛ فإنه يأثم بذلك، وانظر الفتوى: 343438، والفتوى: 242329.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني