الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب بيان حصول حادث في السيارة للمشتري

السؤال

تعرضت لحادث انقلاب سيارة، وقمت بإصلاحها في ورشة مشهود لها بالإتقان، ومع ذلك قمت بشراء أربعة أبواب وسقف للسيارة، والآن السيارة رجعت كأنها لم تتعرض لأي حادث، وهذا ما عاينته بنفسي طوال عملية إصلاحها، وما أكده لي صاحب الورشة.
أنا أود بيعها لأنها سيارة مرتفعة من نوع 4x4، وأنا أصبح عندي خوف من سياقة السيارات المرتفعة.
السيارة حاليا في وضعية لن يستطيع أي خبير أن يكتشف أنها تعرضت لحادث انقلاب بسبب إتقان عمليه إصلاحها، فهل يجوز لي عند بيعها عدم ذكر الحادث والإصلاحات التي تمت عليها؛ لأنه لن يقدم أحد على شراء سيارة تعرضت للانقلاب إلا بسعر زهيد، حتى يستغلها كورقة ضغط على البائع، والحال أن السيارة رجعت كأن لم تتعرض لحادث، وأنا اشتريتها بثمن باهظ، وأصلحتها بتكلفة مرتفعة أيضا.
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك بيان حال السيارة للمشتري؛ ولا يجوز لك أن تكتم عن المشتري أمر الحادث، والإصلاحات التي تمت بعده، مهما كان حال السيارة جيدًا؛ فالمشتري يكره أن تخفي عنه هذا الأمر، ومعرفته به لها أثر في القبول، وتحديد الثمن.

جاء في منح الجليل شرح مختصر خليل: ووجب على كل بائع بمرابحة، أو غيرها تبيين ما يكره بفتح الياء والراء أي المشتري في ذات مبيعه، أو صفته لو اطلع عليه المشتري تحقيقا، أو ظنا، أو شكا لترك شراءه، أو قلَّت رغبته فيه. في الجواهر يلزمه الإخبار عن كل ما لو علم المبتاع به لقلت رغبته في الشراء. ابن عرفة: يجب ذكر كل ما لو علم قلت غبطة المشتري. انتهى.

واعلم أنّ الصدق والبيان في البيع؛ سبب للبركة، والكذب والكتمان؛ سبب لذهاب البركة، ففي صحيح مسلم عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني