الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل وتسويق زينة المنازل إذا كان يوجد من يستخدمها في محرم

السؤال

أنا طالبة جامعية، أبحث عن عمل يفيدني، وليس لدي خبرات، فقررت أن أسوّق لعمل زينة في المنازل بالورود بمختلف الأشكال لمختلف الأغراض، لكني وجدت من ضمن استخدام الزبائن للورود؛ التزيين لأعياد الميلاد، فخفت أن يكون محرما. فهل أترك العمل؟
علما بأني لم أبدأ بعد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمك اجتناب ذلك العمل، ولك مزاولته والتسويق لتلك الزينة، إذ الأصل هو جواز بيع الورود، ولا يتغير هذا الحكم بمجرد احتمال استعمالها في أمر محرم، ما لم يعلم المرء كون من يريد التعامل معه سيقتني تلك الزينة لغرض محرم، فيمنع من التعامل معه حينئذ، وإلا فيبقى الأمر على حكم الأصل، وهو الإباحة.

وقد بين ذلك ابن قدامة في المغني لما تكلم عن بيع العصير لمن يتخذه خمرا وقال: فإنما يحرم البيع ويبطل إذا علم البائع قصد المشتري ذلك، إما بقوله، وإما بقرائن مختصة به تدل على ذلك، فأما إن كان الأمر محتملا مثل أن يشتريها من لا يعلم، أو من يعمل الخل والخمر معا، ولم يلفظ بما يدل على إرادة الخمر، فالبيع جائز. اهـ.

وعلى هذا؛ فتسويق زينة المنازل؛ لا حرج فيه إجمالا، لكن لو علمت، أو غلب على ظنك كون شخص ما سيتخذ الزينة لمحرم، فليس لك التعامل معه، ولا يلزمك أن تسألي الناس عن نياتهم، وعن غرضهم من شراء الورود، وغيرها من زينة المنازل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني