الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب أعاني من القولون العصبي، وهذا القولون سبّب لي سلس غائط بسيط -أي أنه تخرج مني بقع، لا تكاد ترى بالعين المجردة-، وهذه الحالة معي منذ أسبوع؛ بسبب القولون، وأبدّل ثيابي خمس مرات في اليوم، وأغتسل أكثر من مرة، وتعبت تعبًا شديدًا، وحاولت أن أغسل ملابسي بعد كل مرة تنزل فيها بقع الغائط، وكان شديدًا جدًّا عليَّ، ولم أستطع أن أغسل، ولم أضع عصابة على ملابسي؛ لأنه يضايقني، وأجد مشقة فيه، فهل يجوز لي أن أغسل مكان الدبر، ثم ألبس سروالي الذي تنجّس؛ لأني تعبت كثيرًا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما يخرج منك أمرًا مشكوكًا فيه، فدعك من هذه الوساوس والشكوك، ولا تبالِ بها، واعمل بالأصل -وهو أنه لا يخرج منك شيء.

وإن كنت متيقنًا من ذلك، فعليك أن تتحفّظ بوضع شيء على المحل، ثم تزيله إذا انقطع خروج هذا الخارج، وتستنجي، وتتوضأ للصلاة.

وإن كان خروجه مستمرًّا، فتوضأ بعد دخول الوقت، وصَلِّ بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل، كما يفعل صاحب السلس، وانظر الفتوى: 119395.

وإن شقّ عليك التحفّظ، فإن فقهاء المالكية يرون العفو عن مثل هذه النجاسة التي تخرج بغير اختيار الشخص مرة فأكثر كل يوم، وتفصيل مذهبهم في الفتوى: 75637.

ولا حرج عليك في العمل بمذهب المالكية عند المشقة الشديدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني