الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من تخرج منها الإفرازات بشكل غير منتظم

السؤال

أنا أعاني من نزول إفرازات شفافة، أو بيضاء أحيانًا طول الشهر، وبصفة غير منتظمة على مدار اليوم، فأحيانًا أجدها كل ما دخلت المرحاض، وقبل كل صلاة -فترات متقاربة، ومستمرة نسبيًّا-، وأحيانًا تنقطع بضع ساعات -فترات متباعدة، ومتقطعة نسبيًّا-، فقد أجدها بعد صلاة، ولا أجدها بعد أخرى.
ولعدم قدرتي على التنبؤ بنزولها، فإني أتفقّد ذلك بعد كل صلاة مباشرة، فإذا وجدتها فإني أعيد الصلاة مرة أو مرتين، وقد يكون وقت الصلاة ضيقًا لا يكفي لهذا، ويدخل عليّ وقت الصلاة الأخرى وأنا لم أصلٍّ الأولى صلاة صحيحة، وأجد في ذلك مشقة كبيرة؛ لأني أقوم بالاستنجاء قبل الصلاة، وبعد الصلاة؛ للتحقق من نزولها، ويأخذ هذا الكثير من وقتي، فهل يجب عليّ التحقق بعد كل صلاة؟ وهل عليّ إثم إذا لم أفعل؟ وإذا صليت صلاة الصبح قبل الشروق ببعض الوقت، وذهبت للتفقّد، فوجدتها، وكانت الشمس قد أشرقت، فهل أنا مصلية الصبح في وقتها، ولم أضيعها؟ وهل ينطبق عليّ حكم صاحب السلس؟ وماذا يعني التوضؤ بعد دخول الوقت؟ وهل يكون ذلك بعد دخوله مباشرة أم على مدار وقت الصلاة -أي أن فيه سعة-؟ وإذا كان بعد دخول الوقت مباشرة، فما يجب فعله إذا فاتني الوضوء؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هذه الإفرازات هي المعروفة برطوبات فرج المرأة، وهي طاهرة، لكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى: 110928.

وإذا كان الحال -كما وصفت- من كون هذه الإفرازات تتصل الوقت الطويل، ولا يعلم انقطاعها زمنًا معلومًا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فحكمك حكم صاحب السلس، فيما نختاره.

فإن من كانت هذه الإفرازات ونحوها توجد تارة ولا توجد أخرى، ويطول زمنها تارة ويقصر أخرى، ويتقدم تارة ويتأخر أخرى، فحكمه حكم صاحب السلس، وانظري الفتوى: 136434.

وإذا علمت هذا؛ فالواجب عليك أن تتوضئي بعد دخول وقت الصلاة في أي جزء من أجزاء الوقت، ووضوؤك باقٍ مهما خرجت تلك الإفرازات، ما لم تنقضيه باختيارك؛ حتى يخرج ذلك الوقت الذي توضأت في أثنائه.

وبهذا البيان؛ يتضح جواب جميع ما سألت عنه، وأنه ليس عليك أن تتفقّدي خروج هذه الإفرازات، ولا أن تبحثي عنها، ولا أن تعيدي الصلاة بعد فعلها.

ويسعك ما ذكرناه من الوضوء مرة واحدة بعد دخول الوقت، والصلاة بهذا الوضوء ما شئت من الفروض والنوافل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني