الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل تقبل الضحية من شخص يحلق لحيته كل يوم حتي في شهر ذي الحجة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد تواترت الأحاديث الصحيحة على الأمر بتوفير اللحى وإعفائها، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب. متفق عليه، وهذا اللفظ البخاري.

ويحرم حلق اللحية عند جل أهل العلم ونحيلك إلى الفتوى رقم: 14055.

والأضحية سنة مؤكدة عند أكثر أهل العلم قال ابن قدامة في المغني: والأضحية سنة لا يستحب تركها لمن يقدر عليها، أكثر أهل العلم يرون الأضحية سنة مؤكدة غير واجبة. انتهى.

وعليه؛ فإن الأضحية سنة مؤكدة على كل مسلم وينبغي للشخص المذكور فعلها، أما كونها تقبل منه أم لا؟ فإن كنت تعني بالقبول الصحة؟ فالجواب أنها تصح منه، ولا يمنعه فعله لبعض المعاصي من التضحية؛ بل هو أولى من يسارع إلى ذلك. وأما إن كنت تعني بالقبول الإثابة على التضحية فإن هذا أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه وليس مكلفاً بالبحث عنه، بل ينبغي للمسلم أن يتقي الله عز وجل في عمله بقدر الاستطاعة فيخلص فيه النية لله ويتابع فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن الظن بالله عز وجل بعد ذلك، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وينبغي مع هذا أن يبقى المؤمن على خوف ووجل أن لا يقبل الله منه، فإن هذا الخوف ينفعه ويدفعه إلى الإكثار من الأعمال والإحسان فيها، وقد كان بعض المتقين المكثيرين للطاعات لله تعالى يفعلون بعض أفعال الخير ويخشون أن لا يتقبل الله تعالى منهم، وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60].

ويجب على الشخص المذكور الاقلاع عن حلق لحيته والامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم بتوفيرها وإعفائها، وينبغي أن يعلم أن المضحي ممنوع من أخذ شيء من شعره أو ظفره إذا أهل هلال ذي الحجة حتى يذبح أضحيته، وهذا المنع على التحريم عند بعض أهل العلم، وعلى الكراهة عن آخرين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني