الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنام جميع المخلوقات؟

السؤال

هل هناك آية قرانية تدل على أن جميع المخلوقات تنام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا توجد آية من القرآن الكريم تدلّ على أن جميع المخلوقات تنام.

والظاهر أن النوم خاص بما له روح -كالإنسان, والحيوانات-, ولا يشمل جميع المخلوقات، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: وحالة النوم حالة عجيبة من أحوال الإنسان والحيوان؛ إذ جعل الله له في نظام أعصاب دماغه قانونًا، يستردّ به قوة مجموعه العصبي، بعد أن يعتريه فشل الإعياء من إعمال عقله وجسده، فيعتريه شبه موت، يخدر إدراكه، ولا يعطّل حركات أعضائه الرئيسية، ولكنه يثبطها؛ حتى يبلغ من الزمن مقدارًا كافيًا لاسترجاع قوته، فيفيق من نومته، وتعود إليه حياته كاملة. اهـ.

وقال أيضًا: فإن حالة النوم حالة انقطاع أهم فوائد الحياة عن الجسد، وهي الإدراك، سوى أن أعضاءه الرئيسية لم تفقد صلاحيتها للعودة إلى أعمالها حين الهبوب من النوم؛ ولذلك قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ {الأنعام:60}، كما تقدم في سورة الأنعام. اهـ.

والنوم يسمى: الموتة الصغرى، ويجتمع مع الموتة الكبرى في انقطاع تعلّق الروح بالبدن، كما قال بعض أهل العلم، وراجعي المزيد في الفتوى: 69503.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني