الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل الموظف في مجال عمله بعد استقالته

السؤال

بخصوص الفتوى: (185845).
أنا مهندس، أعمل في مجال متخصص جدا. الشركة التي أعمل بها لا تكتب عقود توظيف مع جميع الموظفين أصلا. وأنا اكتسبت في هذا العمل خبرة بناءً على اجتهاد كبير من جانبي، وعلى ما أنفقته الشركة من أموال في رحلات عملي.
وقد قلت لصاحب العمل شفهيا: إذا استقلت يوما ما، فلن أعمل في نفس مجالك، ولن أؤذيك. والعلّة كانت واضحة وهي أني لن أنافسه في ما يبيعه الآن.
الوضع الآن أني تواصلت مع إحدى الشركات المورّدة، واتفقنا شفهيا أني إذا استقلت يمكن لي التجارة، وأخذ العمولات عن طريق التسويق بالعمولة في غير الأسواق التي تعمل بها شركتي الحالية، وفي غير العملاء الذين نتعامل معهم في شركتي الحالية؛ عملا بوعدي الشفهي.
لأن المدير الآن لما علم بذلك غضب، وقال: إن هذا حرام، وأنه سيمنعني إذا تركت العمل أن أعمل في نفس المجال، بغير تحديد مدّة، ولا كتابة عقد عند التوظيف.
فهل هذا جائز شرعا؟
أرجو البيان، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالموظف إذا استقال من عمله، وأنهى ارتباطه بجهة عمله؛ فلا حرج عليه في العمل في مثل نشاط الشركة التي كان يعمل بها، وينتفع بخبراته التي اكتسبها من عمله السابق، وإن أتاه بعض زبنائه السابقين يريدون التعامل معه، فلا حرج عليه في التعامل معهم، ولا سيما إذا لم يكن هناك شرط يقتضي ذلك؛ كما ذكرت.

وليس في هذا ظلم، ولا تعد على حقوق جهة عمله السابقة، بل مطالبته بألا يعمل في نفس المجال الذي اكتسب فيه الخبرة ظلم له، وإضرار به. وإنما يحرم على الموظف إفشاء أسرار جهة عمله السابقة أثناء عمله لديها، أو بعد مغادرته لها.

وقد أحسنت في سعيك بالوفاء بوعدك لصاحب العمل ألا تعمل فيما يؤذيه، ولهذا سيكون نشاطك في غير الأسواق التي تعمل بها شركتك الحالية، و مع غير عملائها.

وعلى كل، فلا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- في العمل في المجال المذكور .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني