الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل في قول رسول الله عن معاوية: "فصعلوك لا مال له" انتقاص له ودعوة للدنيا؟

السؤال

هل انتقص النبي صلى الله عليه وسلم شأن معاوية بقوله: "فصعلوك لا مال له"، كالنساء اليوم، فإنهنّ يطلبن الأغنياء، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الدنيا. ساعدوني في الإجابة عن هاتين الشبهتين -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس في الحديث انتقاص لمعاوية -رضي الله عنه-، ولا دعوة إلى الدنيا -حاشا وكلَّا-، ولكنه حثّ على اختيار الرجل الأنسب القادر على توفير حاجات المرأة، والنفقة عليها بالمعروف، ومثل هذا لا يذمّ، ولا يعاب.

والنبي صلى الله عليه وسلم كان مستشارًا، وهو مؤتمَن، فلا بدّ له من نصيحة فاطمة -رضي الله عنها- بما يراه مناسبًا لها، وكأن معاوية -رضي الله عنه- كان في ذلك الوقت في حال من الفقر شديدة، ومن ثم نهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاحه، قال القاري في المرقاة: وأما معاوية، فصعلوك) بالضم، أي: فقير (لا مال له) صفة كاشفة، وهذا يدل على أنه كان في غاية من الفقر والفاقة، حتى قال في حقه: إنه صعلوك. وفيه إيماء إلى قوله تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور:33]، وهذا إشارة إلى أن المستشار مؤتمَن، على ما ورد في الحديث. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني