الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من عصى الله فينا أطعنا الله فيه

السؤال

اشتريت أثاثا بالتقسيط ولكن البائع يماطل كثيرا في تسليمي هذا الأثاث. أيضا لاحظت بعد تسلم الأثاث أنه ينقصه طاولة. فذهبت إلى البائع ونهرته لأنه لم يحترم العقد الذي بيننا ومن ذلك تاريخ تسليم الأثاث و قطع الأثاث المتفق عليها. فلم أدفع له القسط الأخير المتبقي وقررت أن أماطله كما ماطلني. ولكني فوجئت بعد سنة أو ما يزيد أن البائع لم يعد يعمل بمحل بيع الأثاث ولا أعرف إن كان هو قد دفع القسط المتبقي لصاحب المحل أم لا. وحاولت مرارا أن أعثر عليه دون جدوى. فما الذي علي فعله. أرشدوني جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من استقر عليه حق لآخر فلا تجوز له مماطلته فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مطل الغني ظلم. رواه مسلم.

والمطل منع قضاء ما استحق أداؤه، ولا ينبغي أن نعامل من عصى فينا بأن نعصي الله فيه، بل نطيع الله فيه، ونأتي بما أمرنا الله به، ونكل أمره إلى الله، وعلى كل فإن القسط الأخير المستحق عليك للمحل يجب دفعه لصاحبه، فإذا كان صاحبه هو صاحب المحل أرجعته له، وإن كان هو العامل بحثت عنه جهدك، فإن عجزت عن العثور عليه تصدقت به عنه، على أنك متى وجدته خيرته بين إمضاء الصدقة له، وبين أخذه حقه وتكون الصدقة حينئذ لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني