الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصلاح المشاكل والصعوبات التي يعاني منها البنك الربوي

السؤال

أعمل في شركة تعمل في مشاريع كبرى مع شركات أخرى، وطلب مني العمل في مشروع بنك؛ فوافقت، لكن بعد ذلك تبيّنت لي مشكلة العمل مع البنك، خصوصًا أن البنك الذي سأعمل في مشروعه هو أكبر بنك في ذلك البلد، وأعمال البنوك فيها شبهة كبيرة، ودوري في هذا العمل هو إصلاح المشاكل والصعوبات التي يعاني منها البنك، وأتقاضى الراتب من الشركة التي أعمل فيها، ولم يقع عليه أي زيادة أو نقصان.
أخبرت الموارد البشرية بالمشكلة التي أواجهها، وأخبرتني أن عليّ العمل في البنك فترة مؤقتة، وبعد ذلك سيحاولون إخراجي من مشروع البنك، فهل أقدم استقالتي، أم أعمل مدة مؤقتة في هذا المشروع، أم أقوم باختلاق المشاكل ليقوموا بنقلي من هذا المشروع؟
أخاف أن يكون أبسط عمل أقوم به في هذا العمل يؤدّي بي إلى التهلكة، وغضب الله، خصوصًا أن أبسط عمل أقوم به تستمرّ عواقبه حتى بعد تغيير المشروع.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام عملك هو إصلاح المشاكل والصعوبات التي يعاني منها هذا البنك الربوي؛ فلا يجوز لك البقاء فيه.

وعليك أن تبادر إلى تغيير عملك في مشروع البنك إلى العمل في أي مشروع آخر حلال، خاصة مع قولك: (أبسط عمل أقوم به، تستمرّ عواقبه حتى بعد تغيير المشروع).

فتوسّل بأي وسيلة مشروعة؛ لكي تنقلك شركتك من البنك إلى مشروع آخر حلال.

وليس اختلاق المشاكل مع الشركة وسيلة مشروعة لذلك.

فإن لم تنقلك الشركة؛ فاترك العمل، وقدّم استقالتك إليهم، إلا أن تكون مضطرًّا اضطرارًا حقيقيًّا للبقاء فيه، فابقَ فيه، مع استمرار البحث عن عمل بديل مباح.

وراجع في ذلك الفتاوى: 397909، 212947، 101803.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني