الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بالإحسان للعاصي وتسديد ديون

السؤال

أخي عاق لوالدته، ولا يريد أن يعمل، ويشرب مخدرات، وأنا مغترب، ومن وقت لآخر أعطيه المال الكافي، وأسد ما عليه.
والآن مطلوب مني أن أدفع له مبلغا فوق استطاعتي، أو سيسجن، وعنده خمسة أولاد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت عن أخيك جملة من المنكرات العظيمة، فكل من العقوق وشرب المخدرات من كبائر الذنوب، ومن أسباب سخط علام الغيوب، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 11649 ، 371323 ، 328864.

ومن أعظم آثار تعاطى المخدرات؛ البطالة، وترك العمل، وبالتالي التفريط فيما يجب من النفقة على الأهل والأولاد، وشغل الذمة بالديون وحقوق الناس.

والواجب أن يُنصح ويُخوف بالله تعالى، ويُذكَّر بالتوبة، والرجوع إلى الله، وبالإضافة للنصيحة يكثر من الدعاء له بأن يهديه ربه الصراط المستقيم.

وننبه هنا إلى أهمية دعاء الوالدة؛ فإنه مستجاب، روى ابن ماجه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.

وفسقه وإتيانه لهذه المنكرات لا يمنع شرعا من الإحسان إليه، فيما لا يكون فيه إعانة مباشرة على المنكر، وسبق أن بينا ما ذكره أهل العلم من استحباب صلة القريب الفاسق، فراجع الفتوى: 66144.

وعلى كل فأنت لست ملزما شرعا بتسديد ديونه، ولكن أمكنك مساعدته على سدادها، أو بعضها، والحيلولة دون دخوله السجن؛ فهو أمر حسن، ولعل إحسانك إليه يكون سببا لقبوله نصحك، وهدايته للحق، ورجوعه إلى رشده وصوابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني