الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وفاة الأب بسبب تأخّر إدخاله غرفة العناية انتظارًا لموافقة شركة التأمين

السؤال

أصيب والدي بوعكة صحية، فأسعفته إلى المستشفى، وقدّمت له الإسعافات والعلاج في قسم الطوارئ على حسابي، وطلب الأطباء نقل والدي المريض إلى قسم العناية المركزة، فأرسلنا طلبًا إلى شركة التأمين الطبية، وانتظرنا وصول موافقة شركة التأمين، فتأخّر الرد اثنتي عشرة ساعة، وأتى الرد من شركة التأمين بالرفض، وطول هذه المدة كان والدي في غرفة العلاج في قسم الطوارئ في المستشفى، وبعد رفض شركة التأمين إدخال والدي إلى العناية المركزة، أدخلت والدي المريض إلى العناية المركزة على حسابي، وبعدها بست ساعات توفي والدي، فهل من ذنب أو إثم عليَّ في وفاة الوالد -رحمه الله-؟ فأنا أشعر بالذنب على تأخير نقله من قسم الطوارئ إلى قسم العناية المركزة؛ بسبب انتظار موافقة شركة التأمين؛ لأن العناية المركزة مكلفة جدًّا، علمًا أن والدي كان تحت مراقبة الأطباء طول مدة الانتظار، ولكن على حد قول الأطباء: إن العناية المركزة أفضل. بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك، ولم يقع منك تقصير في حقّ والدك -رحمه الله-، فهوِّن عليك، ولا تحمّل نفسك ما لا تطيق؛ فإنما هي أقدار الله تعالى.

واجتهد في الدعاء لوالدك بالمغفرة، والرحمة؛ فإن هذا أعظم ما ينفعه بعد موته، وكن أنت الولد الصالح الذي يدعو له، فينتفع بدعائه، كما في الحديث: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. أخرجه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني