الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتحلل من سرق مالا من أهله؟

السؤال

أنا سرقت مبلغا كبيرا جدًّا من أهلي خلال السنوات الماضية، ولدينا في العائلة مقولة عند السفر أو الزواج وهي: (سامحني على كل شيء؛ سواء تعلمه أم لا تعلمه، من غيبة أو نميمة، أو سرقة، على كل شيء).
لو تبت إلى الله، وطلبت السماح منهم بهذه الطريقة، دون القول كم أخذت. هل هذه المسامحة تجعلني غير مدينة لهم؟
وهل إن تبت -ونويت إرجاع المال على مدار سنين؛ لأنه مبلغ كبير جدًّا-، هل يتقبل الله دعائي وقتها، أو فقط بعد إرجاع المبلغ كاملا؟
هل يجوز طلب الدعاء من الناس بكثرة خوفًا أني لا أستحق استجابة الدعاء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يكفي لبراءة ذمتك من هذه السرقات؛ أن تطلبي من أهلك المسامحة عموما، ولكن تحصل البراءة إمّا برد الحق إليهم، أو بالتحلل منهم بعد بيان ما لهم من الحق بالتفصيل، وراجعي الفتوى: 391468.

وإذا لم تقدري على إخبارهم بالسرقة للتحلل منهم، فعليك أن تردي لهم أموالهم بأي وسيلة لا تترتب عليها مفسدة، ولا توقعك في حرج، كما بينا ذلك في الفتوى: 272065.

والأصلّ أن تردي لهم الحق كله على الفور دفعة واحدة، وليس لك دفعه على أقساط مع القدرة على تعجيله.

قال ابن مفلح -رحمه الله- في الفروع: والواجب في المال الحرام التوبة، وإخراجه على الفور. انتهى.

لكن إذا لم تكوني قادرة على ردّ هذا المال كله على الفور؛ فإّنك تردّينه على حسب استطاعتك، وراجعي الفتوى: 353869.

فإذا تبت، وعزمت على ردّ الحقّ متى قدرت؛ فتوبتك مقبولة، ودعائك مقبول -بإذن الله-، وراجعي الفتوى: 414490.

وبخصوص حكم طلب الدعاء من الغير؛ راجعي الفتوى: 18397.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني