الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السائل النازل بعد التخيلات

السؤال

تخليت في أقلّ من دقيقة شهوة، وبعدها بربع ساعة نزل لون أبيض، قليل جدًّا، فهل هذا منيّ أو مذيّ، أو إفرازات عادية؟ وهل يجب الاغتسال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما يخرج عند اللذة الصغرى -كالتفكّر، والنظر، ونحوه-، يكون مذيًّا في الغالب، والمذي: سائل رقيق أبيض، لزج، يخرج عند الشهوة، ولا يعقبه فتور، وهو نجس.

فإذا أصاب الثوب أو البدن، وجب غسله، وهو ناقض للوضوء فقط -كالبول-، ولا يوجب الغسل، قال النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه على صحيح مسلم: والمذي ماء أبيض رقيق لزج، يخرج عند شهوة، لا بشهوة، ولا دفق، ولا يعقبه فتور، وربما لا يحسّ بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة، وهو في النساء أكثر منه في الرجال. انتهى.

وعلى هذا؛ فإن كان ما رأيته بعد ذلك التخيل مذيًّا، فحكمه أنه ينقض الوضوء، ويغسل ما أصابه من ثوب، أو بدن، وللفائدة، انظري الفتوى: 158767.

ولتعلم الأخت السائلة أن الاسترسال في هذه التخيلات قد يتحوّل إلى نوع إدمان، فيصبح المرء أسيرًا لها.

والأولى بالمسلمة أن تشغل تفكيرها ووقت فراغها بما يعود عليها بما ينفعها في دِينها ودنياها، ولا تترك الشيطان يلعب بها.

وسيأتي على المرء يوم يودّ لو استغلّ كل لحظة من حياته فيما ينفعه، روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن عبدًا خرّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرمًا في طاعة الله، لحقره ذلك اليوم، ولودَّ أنه يردّ إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب.

نسأل الله أن يعمر وقتك بالطاعة، والعبادة، ويعصمك من الشيطان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني