الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول: "لا يبقى في الكون إلا الله"، ونفي المكان عن الله تعالى

السؤال

هل يجوز قول: "لا يبقى في الكون إلا الله"؟ وما معنى الكون؟ وهل هو مخلوق، أم إنه لفظ عام، كلفظ الوجود؟ وما الفرق بينه وبين المكان؟
أعلم أن الله تعالى مباين لخلقه، وأنه -سبحانه- فوق عرشه، لكن أشكل عليّ استعمال هذه الكلمة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن يطلق مثل هذه العبارة، يعني بالفعل معنى الوجود، كأنه قال: (لا يبقى في الوجود إلا الله)؛ وإطلاق الكون على الوجود صحيح، قال الكفوي في الكليات: الوجود ‌المطلق: هو ‌الكون. اهـ.

وقال الجرجاني في التعريفات: الكون: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم، لا من حيث إنه حق، وإن كان مرادفًا للوجود المطلق العام ... اهـ.

وجاء في «المعجم الوسيط»: ‌الكون ‌الوجود ‌المطلق العام. اهـ.

وأما المكان، فيراد به: ما يحيط بالشيء، ويراد به: ما يفتقر إليه الممكن، والله عز وجل منزّه عنهما جميعًا.

ويطلق المكان أيضًا، ويراد: ما يكون الشيء فوقه، والله سبحانه فوق عرشه؛ ولذلك نقول: إن تنزيه الله عز وجل عن المكان، يطلق ويراد به معان، بعضها صحيح، وبعضها ليس كذلك، كما سبق لنا بيانه في الفتوى: 356392.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني