الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من أرسلت صورة عورتها للتأكد من سلامة غشاء البكارة

السؤال

منذ مدة، وأنا أعاني من وسواس فقدان غشاء البكارة، وزرت الكثير من الدكاترة، وكلهم أخبروني أن غشائي سليم، ولكن الوسواس كثر عليَّ، وفي يوم من الأيام وجدت صفحة على الفيسبوك مختصة في مواضيع غشاء البكارة، فأرسلت لها صورا وفيديو لمنطقتي التناسلية، قصد الكشف عن سلامة غشائي.
أريد أن أعرف إذا كان ما فعلته خطأً؛ لأنهم اطلعوا على عورتي في الصور.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك من هذه الوساوس، ويذهبها عنك؛ فهي من أعظم الابتلاء. ونوصيك بالعمل على ما يساعدك فيها، ومن ذلك كثرة الدعاء، وذكر الله سبحانه، إضافة إلى الإعراض عنها، وعدم الاستجابة لها.

جاء في فتاوى ابن الصلاح: الموسوس عليه الإعراض عن الوسوسة أصلا، فَإِنَّهُ -إِن شَاءَ الله تَعَالَى- سيخزى بعد ذَلِك شَيْطَانه وتزايله وسوسته، وَتصْلح فِي النِّيَّة حَالَته، وَإِن لم يفعل فَإِنَّمَا هُوَ مُتَحَقق بِمَا قَالَه إِمَام الْحَرَمَيْنِ، إِذْ يَقُول: الوسوسة مصدرها الْجَهْل بمسالك الشَّرِيعَة، أَو نُقْصَان فِي غريزة الْعقل، ونسأل الله الْعَظِيم لنا وَله الْعَافِيَة. اهـ.

والفحص عن غشاء البكارة يقتضي الاطلاع على العورة، ولذلك فإنه لا يجوز إلا لضرورة، أو حاجة تقرب منها، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 46607، والفتوى: 58606.

ومن هذا تعلمين أنك قد أسأت باستجابتك لهذه الوساوس، وتنقلك بين الأطباء لفحص البكارة، وخاصة بعد أن تم إخبارك بسلامة البكارة.

والنظر إلى صورة العورة محرم على ما نرجحه، كما هو مبين في الفتوى: 368617.

فالواجب عليك التوبة من ذلك كله، وعدم العودة لمثله في المستقبل.

وننبه إلى أن زوال البكارة -على فرض حدوثه- لا يدل على فساد المرأة؛ لأن أسباب زوال البكارة كثيرة، ولا يلزم إخبار الخاطب بزوالها -حالة حدوث ذلك بالفعل- إلا إذا اشترط ذلك، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 409480.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني