الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زيارة مصنع خمر في إطار رحلة دراسية

السؤال

نحن مجموعة من التلاميذ المهندسين سنقوم في إطار رحلة دراسية في السويد بزيارة معمل لصنع الخمر فما رأي الشرع في ذلك؟جزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على معرفة أمور دينك، ونسأله سبحانه أن يثبتنا وإياك على الحق، وبخصوص سؤالك، فلا يجوز للمسلم الذهاب إلى مكان مشتمل على منكر إلا إذا كانت هنالك مصلحة راجحة، كالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لقول الله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (الأنعام: 68). وإن من مراتب إنكار المنكر إنكاره بالقلب، وقد فسره العلماء بمفارقة المكان الذي وجد فيه المنكر، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

هذا بالإضافة إلى أن المسلم لا يأمن أن يحل عذاب من الله تعالى على هذا المكان فيهلك مع الهالكين، روى البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم إذا كثر الخبث.

وعلى هذا نقول لك أخانا السائل: كن على حذر من الذهاب إلى هذا المصنع طائعا مختارا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني