الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصور خاطئ لا يوقع في الكفر

السؤال

أُقَصِّرُ لحيتي كثيرا، فوق الحلق، ودون القبضة، وأفعل ذلك ليكون مظهري أجمل. وأعلم أن هذا الذوق فاسد، وأن اللحية سنة، ولكنني أجد في نفسي شيئا، أقرب ما يكون للكره. فبدأت المشاكل بعد ذلك، في البداية بحثت، ووجدت أن الكره نوعان: طَبَعي، وتشريعي، فالثاني هو المخرج من الملة دون الأول. ولكنني لم أعد أدري في أي الكرهين أنا واقع، ونتيجة لذلك تكونت عندي قناعة بأني كافر؛ فتركت الصلاة، ودخلت في حزن وقلق دائم. ومررت قبلها بشعور بفقدان الإيمان والإسلام، وتملكتني فكرة أنني منافق. أصبحتُ أشك في كل شيء تقريبا، كل شيء...
وقبل شهرين بعثت لكم رسالة، وانتظرت الرد، ولكن لا شيء.
فما توجيهكم وإرشادكم، مع العلم أنني حاليا (لا أستطيع) أن أعفي لحيتي... (لا أستطيع أو لا أريد)... لا أدري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نجد من بريد السائل غير هذا السؤال.
وعلى أية حال، فما ذكره السائل من التفريق بين الكره الطبعي والكره التشريعي، وما ترتب على ذلك من اعتقاد كفر نفسه ثم ترك الصلاة ..

كل هذا باطل، ومن لزوم ما لا يلزم، بحسب السائل ما ذكره عن نفسه بقوله: (أعلم أن هذا الذوق فاسد، وأن اللحية سنة). فهذا وحده كاف لإبطال تصوره الخاطئ عن نفسه، ولكنها الوسوسة والعجلة وتزيين الشيطان، والعياذ بالله!
وعلى أية حال، فعلاج هذه المشكلة تعتمد على الإعراض التام عن هذه الوساوس، والقطع بأنها أوهام لا حقيقة لها.

فلتتب إلى الله -تعالى- من ترك الصلاة، ولتعلم أنك مسلم -والحمد لله- ولتكف عن التفكير بهذه الطريقة الخاطئة والمضرة، ولتعلم أن الكره الشرعي للمعاصي لا يتعارض مع الحب الطبعي لها؛ ولذلك لم تكن المعصية كفرا، وراجع للفائدة، الفتوى: 137591.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني