الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية علاج المرضى بما فيه مصلحتهم

السؤال

هل ربط المريض في السرير في العناية المركزة حلال؟ أم هو عذاب للمريض؟
وهل تركيب القسطرة البولية له بدون بنج حلال؟
ولو يوجد إنسان حالته خطرة، وهو لا يريد أن يتعالج -مريض قدم سكري، وقلب، وانسداد شرايين- نتركه، أم نعالجه رغما عنه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا دعت الحاجة إلى ربط المريض في السرير بالعناية المركزة خشية أن يضر نفسه مثلا إذا لم يربط؛ فلا حرج في ذلك، ولو وجد المريض شيئا من الألم والمعاناة، فإنما هو لدفع ألم أكبر وأخطر، وهذا هو شأن التداوي والعلاج.

وأما قولك: (وهل تركيب القسطرة البولية له بدون بنج حلال): فالأطباء أدرى بالمواطن التي تحتاج إلى التخدير، والتي لا تحتاج إلى تخدير، وإليهم المرجع فيه، وعلى كل: فإنه يجوز شرعا استعمال وسائل التخدير -كالبنج- للتداوي عند الحاجة، وإن كانت هذه المواد ممنوعة في الأصل لأنها تغيب العقل، وانظري الفتوى: 28553. ولم نجد نصا للفقهاء على وجوب التخدير.

وأما قولك: (مريض قدم، سكري، وقلب، وانسداد شرايين- نتركه؟ أم نعالجه رغما عنه؟) فما دام المرض يُخشى منه التلف أو الهلاك؛ فإنه يشرع إكراه المريض على العلاج والتداوي، كما سبق في الفتوى: 27996.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني