الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

السؤال

حلمتُ أني رأيتُ مسلسلًا، ظهر فيه ممثل يقوم بدور النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت منكرًا له، وهذا الممثّل لم أره من قبل، ولكني أعلم أنه ليس النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو شخص يمثّل، فهل من الممكن أن يكون هو النبي صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنقول ابتداء: إن موقعنا ليس معنيًّا بتعبير الرؤى.

ولا شك أن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق؛ إذ لا يتمثّل به الشيطان، كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن لهذه الرؤيا بعض الضوابط، أهمها: أن يراه على صورته الحقيقية التي كان عليها -صلى الله عليه وسلم-، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وَقَدْ رُوِّينَاهُ مَوْصُولًا مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّد -يَعْنِي ابن سِيرِينَ- إِذَا قَصَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: صِفْ لِيَ الَّذِي رَأَيْتَهُ، فَإِنْ وَصَفَ لَهُ صِفَةً لَا يَعْرِفُهَا، قَالَ: لَمْ تَرَهُ. وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ. وَوَجَدْتُ لَهُ مَا يُؤَيِّدُهُ، فَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ. قَالَ: صِفْهُ لِي. قَالَ: ذَكَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَشَبَّهْتُهُ بِهِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ. وَسَنَدُهُ جَيِّدٌ. اهــ.

وعلى هذا؛ فإذا أردت أن تعرف هل الشخص الذي رأيته في المنام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا، فقارن بين صفة المرئي، وبين ما جاء في السنة من صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا شيئا من صفته -صلى الله عليه وسلم- في الفتويين التاليتين: 188941، 20635.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني