الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعادة قراءة آية من وسطها

السؤال

هل إعادة قراءة الآية من نصفها بدعة لأي سبب كان؟ مثلا: كنت في آخر الآية، ورجعت إلى نصفها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا نرى أن إعادة قراءه الآية من وسطها ينطوي على شيء من البدعة، بدليل أن بعض علماء الوقف والابتداء نصوا على أنه إذا أراد القارئ أن يبتدئ في رأس الآية التي لها تعلق بما قبلها فلا يرجع، إذا كان ما بعد رأس الآية يفيد معنى، وإلا فلا يحسن الابتداء به، بل عليه أن يرجع إلى بداية المعنى من وسط الآية التي قبلها، كقوله تعالى في سورة البقرة: لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فإن تَتَفَكَّرُونَ، فهي رأس آية، لكن ما بعده لا يفيد معنى إلا بما قبله، فلا يحسن الابتداء بقوله: فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، بل يستحب العود لما قبله، ومن رجع عند ذلك إلى وسط الآية (لعلكم تتفكرون) ليصلها برأس الآية التي بعدها لم يرتكب بدعة، بل فعل أمرا مستحسنا عند كثير من علماء هذا الفن.

قال صاحب الوجيز في علم التجويد -عند كلامه على حديث أم سلمة -رضي الله عنها- في وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رؤوس الآي-: وهذا الحديث أصل في هذا الباب، فظاهر هذا الحديث أن رؤوس الآي يستحب الوقف عليها مطلقا. وقال بعضهم في شرح هذا الحديث: هذا إذا كان ما بعد رأس الآية يفيد معنى، وإلا فلا يحسن الابتداء به، كقوله تعالى في سورة البقرة: لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فإن تَتَفَكَّرُونَ رأس آية، لكن ما بعده لا يفيد معنى إلا بما قبله، فلا يحسن الابتداء بقوله: فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بل يستحب العود لما قبله.. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني