الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعزية بقول: "البقاء لله" والرد بقول: "سبحان من له البقاء والدوام"

السؤال

كيف نرد على قول: "البقاء لله" عند التعزية؟ وهل ما اعتاد عليه الناس من الرد بـ :"سبحان من له البقاء والدوام" جائز؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعبارات العزاء ليست محصورة في ألفاظ معينة، بل تجوز بكل ما يصح معناه، ومن جملة ذلك قولهم: (البقاء لله)؛ فإن البقاء من الصفات الذاتية الثابتة لله تعالى، وقد عَدَّ بعض أهل العلم (الباقي) من أسماء الله تعالى، كابن منده في كتاب: التوحيد، والزجاجي في اشتقاق أسماء الله، والبيهقي في الأسماء والصفات، حيث قال: ومنها: الباقي, قال الله عز وجل: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن:27]، وقد رويناه في حديث الوليد بن مسلم ...

وفي ‌معنى الباقي: ‌الدائم. وهو في رواية عبد العزيز بن الحصين. قال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرت عنه: الدائم الموجود لم يزل, الموصوف بالبقاء, الذي لا يستولي عليه الفناء .. اهـ.

وقال قوَّام السنة في الحجة في بيان المحجة: ومن أسماء الله عز وجل: الباقي، قال الله تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.

قيل: معنى الباقي: الدائم الموصوف بالبقاء الذي لا يستولي عليه الفناء ...

قال بعض العلماء في قوله: {هو الأول والآخر}: الأول الذي لا قبل له، والآخر الذي لا بعد له، فقبل وبعد نهايتان، والله تعالى هو الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء. اهـ.

وبذلك يتبين صحة عبارة: (سبحان من له البقاء والدوام).

وأما جواب قول المعزي: (البقاء لله)، فإنه يكون بحسب الحال، وبكل ما يصح معناه أيضًا، ومن أجمع ذلك الاسترجاع، فيجيبه بقوله: (إنا لله وإنا إليه راجعون).

وراجعي للفائدة، الفتويين: 171657، 54011.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني