الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على من رأى شخصًا يصلي بطريقة خاطئة

السؤال

سيدة تقترب من الستين، وتصلي خطأ، وعند تعليمها تفعل ما أقوله لها، لكني بعد أن أتركها تنسى ما علمته إياها، وتصلي كما كانت تصلي من قبل، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا رأيت تلك المرأة تخطئ في صلاتها، فيجب عليك تصحيح الخطأ بقدر ما تستطيع؛ لأن تعليم الجاهل واجب، وإن لم يسأل، كما هو مذهب بعض أهل العلم، قال النفراوي في الفواكه الدواني على رسالة القيرواني المالكي: ظاهرُ كلام المصنف أن النصيحة للمؤمنين واجبة؛ سواء طلبوا ذلك، أو لا. وهو ظاهر الحديث، واقتصر عليه الغزالي. قال الشاذلي: وبما قاله الغزالي أقول، فمن رأى شخصًا لا يحسن الوضوء، أو الصلاة، أو شيئًا من أمور دِينه؛ فيجب عليه إرشاده، وإن لم يطلب منه ذلك؛ لأنه إن كان جاهلًا، يعلمه، وإن كان عالمًا، ينصحه لفعل الصواب بالزجر عن هذا الفعل الباطل. وتكون النصيحة بالقول اللين، والرفق؛ لأنه أقرب إلى قبولها، كما قال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل:125]. اهـ.

وفي المسألة خلاف بين أهل العلم، سبق بيانه في الفتوى: 251956.

فننصحك إذا علمت بخطأ تلك المرأة أن تصحح لها الخطأ، وأن تصبر على ذلك؛ لما فيه من الأجر، والمثوبة، فقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، ولأن هذا أيضًا من باب النصيحة، وراجع الفتوى: 216829.

ويجب على تلك المرأة تعلم أحكام الصلاة، ونحوها من فروض الأعيان، بقدر استطاعتها، كما تقدم في الفتوى: 59220.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني