الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبول الموظف مع الطبيب الهدايا من العملاء دون طلب منه

السؤال

بدأت العمل مع شخص يرقّم الأبقار في البوادي، وهو يعمل مع طبيب، ويتقاضى أجرة منه، على أساس أنه يقدم الخدمة مجانًا، وأنا أعمل معه في تدوين الأعداد، واللقاحات.
وعندما ننجز عملًا ما، يعطيه الفلاح شيئًا من المال، أو البيض، أو الحليب؛ بطلب من المقدم الذي يكون معنا ليرشدنا، ودون طلب من الشخص الذي أعمل معه، وأحيانًا يعطيه الفلاح بعض المال كرمًا، دون أن يطلب منه أحد، وفي آخر اليوم يعطيني الشخص الذي أعمل معه بعض الأشياء التي قدمها الناس إليه طيلة اليوم، وهذه الأشياء ليست ضمن أجرتي، بل يعطيها لي زيادة على أجرتي، فهل ما يعطيه الناس لهذا الشخص حلال أم حرام؟ وهل المال الإضافي الذي آخذه حرام؟
وعندما أعود إلى المنزل، وأقول لعائلتي: إن العمل يترك لي مجالًا ضيقًا جدًّا للصلاة، فأصلي صلاة العصر قبل أذان المغرب بخمس دقائق فقط، وأقول لهم: إن هذا الأمر مزعج، يقولون لي: إن العمل عبادة أيضًا، وإذا واصلت بهذه الطريقة، فلن تعمل أبدًا، كأنهم يقولون لي بشكل غير مباشر: العمل أولًا، ثم الصلاة عندما تنتهي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من قول السائل: (وهو يعمل مع طبيب، ويتقاضى أجرة منه، على أساس أنه يقدم الخدمة مجانًا) أن الطبيب يعطي هذا الرجل أجرته؛ باعتبار أنه لا يأخذ شيئًا من الفلاحين، وقد يكون اشترط عليه ذلك (ألا يأخذ شيئًا منهم).

وإن كان الأمر كذلك، فلا يجوز لهذا الرجل أخذ شيء منهم، إلا بإذن الطبيب، سواء أعطوه من قبل أنفسهم، أم بطلب منه، أم من غيره؛ لأنه أجير خاص عند هذا الطبيب، وفي حكم الوكيل عنه، فلا يقبل هدية على عمله ووظيفته إلا بعلم المستأجر، وإلا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هدايا العمال غلول. رواه أحمد، وصححه الألباني.

وراجع في ذلك الفتاوى: 8321، 133204، 262042، 133132.

وعلى ذلك؛ فلا يقبل السائل عطية من عين هذا المال، إلا إن أذن الطبيب، وكان ذلك بطِيب نفس من الفلاحين.

وأما تأخير الصلاة عن وقتها لأجل العمل، فليس من العبادة في شيء، ولا خير في عمل يلهي عن الصلاة! والمؤمن يقدّم فريضة الله على ما سواها؛ فالصلاة في وقتها أولًا، ثم العمل بعد ذلك.

وراجع في ذلك الفتاوى: 71175، 37409، 62476، 53711.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني