الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة والرجوع إلى الله سبيل الطمأنينة

السؤال

أنا بنت عمري 21 سنة، عندي خوف شديد من الموت، يزيد أكثر عند الصلاة، وفي الليل.
أذنبت كثيرا في حياتي، لم أكن أصلي، ولم أكن أمارس عبادتي كما يجب. بعد ذلك أصبت بنوبة هلع، وبدأت الصلاة والتقرب من الله. وفي هذا الوقت كنت أعيش وحدي، زاد عندي القلق والخوف. وكنت أذهب إلى الطبيب فيقول لي: لا شيء عندك.
أصبت بكورونا، والحمد لله شفيت، ولكني قطعت كل شيء والحمد لله، إلا السجائر لم أستطع أن أقطعها، ولكني قطعتها عندما أصبت بكورونا. تحولت للعيش مع عائلتي، وهي في مدينة جديدة، فبدأت التعرف على الناس من الإنترنت، والتقيت بشاب ونوعا ما تبادلنا القبلات، وأحسست بالذنب الشديد، وقال لي هذا الشاب إنه أصيب بكورونا. خفت كثيرا أن أكون قد أصبت به مجددا، وأن الله سيعاقبني بإصابتي به مجددا وبشكل قوي، ورجع لي الخوف.
تبت من الذنب الذي فعلته، وأنا الآن نادمة، وأدعو الله أن يغفر لي ذنبي.
وعندي سؤال آخر: كيف أشفى من اختلال الإنية؟ كيف أمضي في حياتي بعد كل شيء مررت به؟
أحس أني أعيش في حلم. وعندما أصلي تأتيني أفكار بشعة لا يمكن وصفها.
أريد أن أرجع طبيعية. هل يوجد احتمال أن أرجع حتى بعد أن اقتربت من الله؟ لم أستطع أن أكمل دراستي بسبب ما مررت به. وأهلي لا يفهمونني. لا أعرف ماذا أفعل؟
تعبت، أريد أن أتحجب، وأترك الذنوب، وأقلع عن التدخين، وأريد أن أنجح في دراستي، ولا أعرف كيف أفعل كل هذا؟ لكن الحمد لله أنا أصلي كل الصلوات في وقتها، ولا أفوت فرضا إلا صلاة الفجر، أحاول أن أصليها في الوقت.
أريد المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي -هداك الله، ووفقك، وأسعدك- أنه لا سعادة للإنسان، ولا راحة لباله إلا في طاعة الله -تعالى- والقرب منه.

فبطاعة الله والتقرب إليه بعبادته، يسعد الإنسان، ويحيا الحياة الطيبة، ويحصل له انشراح الصدر، كما قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل:97}.

فعليك أن تتوبي فورا من كل هذه الذنوب، ولا حائل بينك وبين التوبة، فمتى أردت التوبة وصدقت في ذلك، أعانك الله -تعالى- ويسر لك سبيلها، مصداق قوله جل اسمه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

فعليك أن تلبسي الحجاب فورا، وتتركي التدخين، وتتوبي من كل ما اقترفته من الذنوب.

ويعينك على ذلك أن توجدي لنفسك الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله -تعالى- وتأخذ بيدك وناصيتك إلى الخير.

وأن تلزمي الذكر والدعاء، والابتهال إلى الله -تعالى- بأن يثبتك ويعينك على طاعته، وقد تجدين صعوبة في أول الطريق، لكن سرعان ما تتحول تلك الصعوبات إلى التذاذ بالطاعة، وأنس بالعبادة، وانظري الفتوى: 139680.

وثقي برحمة الله -تعالى- وسعة مغفرته، وأنه أرحم بعبده من الأم بولدها، وأنه سيمحو عنك جميع ذنوبك إذا تبت منها؛ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وأما ما تعانينه من الهلع والخوف، فاجتهدي في دعاء الله -تعالى- حتى يذهبه عنك، وراجعي الأطباء النفسيين ذوي الخبرة؛ فإن التداوي مما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، ويمكنك كذلك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني