الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقاضت راتبا عن عمل لم تعمله فماذا تصنع بالمال؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
و بعد، أرجو من شيخنا الجليل أن يساعدني في حل مشكلتي وهي كالتالي :
لدينا ببلدنا مكتب تابع للدولة يتكفل بقضايا الشباب الحاصلين على دبلوم, حيث يمكنهم من إبرام "عقد لمدة 18 شهرا" ,بينهم و بين مشغلهم , و بمقتضاه يقوم هذا الأخير بدفع نصف الأجرة و النصف الآخر يدفعه هذا المكتب.
بالنسبة لوضعي، فأنا حاصلة على دبلوم التجارة و لم يتسن لي فرصة العمل بعد, و لكن قمت بإبرام هذا العقد مع "مخبزة" على أساس أني سأقوم بإدارة محاسبتها ، و بما أن هذه المخبزة هي لأخي , فإنني لم أقم بأية وظيفة و طبعا لم يكن أخي يعطيني نصف الأجرة , بل فقط كنت أقبض النصف الآخر من المكتب المشار أعلاه, و ذلك لمدة 18 شهرا. فقمت بصرف جزء من هذا المبلغ , و الجزء الآخر اشتريت به كولييي (سلسلة) ذهب.
سؤالي : عندما كنت أتسلم تلك المبالغ , لم أفكر أنها حلال أم حرام باعتبار أنني لم أقم بأي عمل مقابل ذلك الأجر، و بالتالي لم أعرف كيف سأتصرف بما اشتريته من ذلك المال , و ما أنفقته؟فكرت بالقيام بالعمل في هذه المخبزة لمدة 18 شهرا, إلا أنها قد أقفلت منذ 5 أشهر. فما العمل ؟فكرت في بيع هذا الكولييي (ذهب) وأن أتصدق بثمنه ,لكن لا أدري أهذا العمل مقبول أم لا ؟
أرجو من فضيلتكم إفادتي( عبر (e-mail في حل هذه المشكلة التي أصبحت تؤرقني , وفقكم الله لما فيه الخير للإسلام و المسلمين.
أختكم الحائرة ب.ح

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمكتب المذكور إنما يعطي هذا المبلغ للشخص بشرط أن يكون موظفاً في عمل ما خلال المدة المحددة، فمن خالف شرط المكتب فإنه لا يستحق هذا المبلغ.

وعليه فإنه يلزمك الذهاب إلى القائمين على هذا المكتب وإخبارهم بما حصل، فإن طلبوا منك رد المبلغ أعطيتهم إياه، وإن سامحوك فلا شيء عليك، لكن بشرط أن يكون من يسامحك عنده الصلاحية بذلك.

فإن فرض أنهم لم يسامحوك ولم يقبلوا منك المبلغ فتصدقي به على المحتاجين، ولا تنسي التوبة إلى الله والندم والاستغفار من هذا العمل الذي أقدمت عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني