الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على سائق السيارة أن يلتزم بآداب القيادة

السؤال

عندما كنا في طريق العودة بالسيارة بعد صلاة الفجر في شهر رمضان، أخذ صديقي (السائق) يُشعل الأضواء أمام المارة، أو يضرب البوق لهم، وإن نظر أحدهم إليه، رفع يديه للسلام والتحية، والمارّ يرد، ولا يراها سخرية، إلا إذا صادف أن رآنا أحدهم نضحك، فربما يشكّ (على الظاهر)، ولكننا نفعل ذلك من باب السخرية، والضحك، والترويح عن النفس، لكننا لم نشتم أحدًا، أو نسبه، أو نغتابه، مع احترامنا للنساء، وعدم فعل هذا إلا مع القليل من الرجال؛ لأن الشارع بعد الخامسة صباحًا في شهر رمضان ليس مليئًا، ولم أستطع الكره بقلبي؛ لأن هذا يضحكني جدًّا، وأحيانًا أقول أشياء فيها إيحاءات ليفعل هو ذلك، إلا أنني أنهاه بفمي فقط، أي أنه يفعل وأنا أنهاه أحيانًا وأضحك أحيانًا، وأفعل الاثنين معًا، أي أنني أنهاه بفمي لا بقلبي، وهو يقول لي كلمات تدل على أنه يريد المزاح، مع العلم أني لست السائق، فما الحكم؟ وما حق المارة عليّ؟
أظن أن هذا الذنب ينقص الأجر؛ فأنا على رغمي إحساسي بهذا داخل السيارة، إلا أنني واصلت الضحك حتى وصولي المنزل، وبدأت أشعر بالندم القليل بسبب ذنبي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يظهر لنا وجه ضحككما من الفعل المذكور، ولو أنكما أردتما تحية المارة والسلام عليهم، لكان أحسن وأولى.

وعلى كل حال؛ فما فعلتماه عبث، كان الأولى بكما الإعراض عنه؛ لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {المؤمنون:3}.

ولا يظهر لنا أنكما تأثمان بذلك، لكن عليك أن تضبط أفعالك كلها بميزان الشرع؛ فلا تفعل إلا ما يرضي الله تعالى.

ولا ريب في أن للسائر بالسيارة آدابًا ينبغي مراعاتها، فمنها: مراعاة قواعد المرور، والانضباط في السير، والحرص على عدم أذية المسلمين بقول أو فعل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني