الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التردد في نية قضاء الصوم

السؤال

صمت أياما بهذه النية: "أنا أصوم لأداء ما علي من واجب، ولكن إذا لم يكن هذا الصيام واجبا عليَّ، فأنا أصومه كنافلة".
لم أصم أيام رمضان الحاضرة بهذه النية.
هل أكون أديت ما عليَّ من واجب أمام الله، بصيام الواجب بهذه النية؟
وللتوضيح، حددت بيني وبين نفسي أن عليَّ صيام عدد من الأيام، حتى أؤدي ما عليَّ من واجب في الصيام، ولكني حددت عدد الأيام بشكل جزافي، لا يراعي العدد المضبوط.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة، أن لديك وساوس كثيرة، ونسأل الله -تعالى- أن يشفيك ويعافيك منها.

والذي ننصحك به إجمالا هو أن تعرض عن كل هذه الوساوس، فلا تلتفت إلى شيء منها، بل عليك أن تتجاهلها تجاهلا تاما، فإن هذا هو السبيل لعلاج الوساوس والتخلص منها. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 3086.

ثم إن النية يشترط فيها أن تكون جازمة سالمة من التردد، فإذا صمت قضاء رمضان بنية "أنا أصوم لأداء ما علي من واجب، ولكن إذا لم يكن هذا الصيام واجبا عليَّ، فأنا أصومه كنافلة" فإن صيامك عن القضاء غير مجزئ، بل يكون نفلا.

قال النووي في المجموع: ولو كان عليه قضاء، فقال: أصوم غدا عن القضاء، أو تطوعا. لم يجزئه عن القضاء بلا خلاف؛ لأنه لم يجزم به. ويصح نفلا إذا كان في غير رمضان. اهـ.

وراجع المزيد في الفتوى: 279169

وقد ذكرت أنك لم تصم رمضان بتلك النية المشتملة على التردد.

وإذا كانت عليك أيام من قضاء رمضان، وعلمت عددها، فالواجب عليك أن تصومها كلها، وإن جهلت عددها، فإنك تعمل بغالب ظنك، وتحتاط في ذلك. فهذا هو الذي تقدر عليه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولأن غلبة الظن يلجأ إليها عند تعذر اليقين. وانظر المزيد في الفتوى: 227794

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني