الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من واظب على بعض الصلوات وترك بعضها

السؤال

على القول بأن ترك الصلاة بالكلية كفر، وأن تركها أحيانا ليس كفرا.
هل من الممكن أن تتوب من ترك الصلاة بالكلية، مع عدم التوبة من تركها أحيانا؟
مثلا: كأن كنت تصلي كل الصلوات إلا الفجر، ثم تركت الصلاة بالكلية، ثم أردت أن تتوب وتصلي كل الصلوات إلا الفجر.
فهل من الممكن أن تفعل ذلك؟
لأنني سمعت أنه ليس من الممكن أن تتوب من ذنوب متماثلة، مثل التوبة من سرق بيت، مع المداومة على سرقة بيت آخر. فهل هذا يعد مثلها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف العلماء في التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، ورجح ابن القيم أن التوبة من الذنب مع الإصرار على آخر من جنسه، لا تكون صحيحة ولا مقبولة.

فلو فرضنا أن ههنا ذنبين أحدهما ترك الصلاة بالكلية، والآخر ترك بعض الصلوات. فإن التوبة من الأول لا تصح عند ابن القيم مع الإصرار على الثاني، وتصح عند من قال بصحتها من ذنب مع الإصرار على آخر، وراجع تفصيل المسألة في الفتوى: 393238.

ثم الذي يظهر أن ترك الصلاة ذنب واحد، فمتى أصر على ترك بعض الصلوات، فهو مصر على الكبيرة، وحكمه حكم المصر على الكبائر -نسأل الله العافية- ولبيان خطورة ترك الصلاة وخلاف العلماء في كفر تاركها، انظر الفتوى: 130853.

ومن لا يكفر إلا بالترك المطلق، فلازم قوله أنه لو واظب على بعض الصلوات دون بعض، فيكون محكوما بإسلامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني