الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إرسال رسالة لفتاة يريد خطبتها عبر البريد

السؤال

أنا شخص ملتزم، ومحافظ -ولله الحمد-، أدرس في الجامعة، وأعجبت بزميلة لي لحسن أخلاقها وأدبها، فهي ملتزمة، وصاحبة خلق رفيع.
بعد سنة من إعجابي بها أصبحت أحبها، وأخبرتها بشكل رسمي بنيتي بالارتباط بها، ما إن نتم دراستنا، فنحن ندرس تخصصا يتطلب جهدا ودراسة مستمرة، ولا يسمح الوقت لنا بأن نرتبط قبل التخرج.
وأخبرت أهلها بذلك، وأخبرت أهلي بذلك، وأنا وهي ملتزمان، ونعلم جيدا حدود التعامل في الشرع، فهي حريصة جدا بالتعامل معي، ولا تكاد تتكلم.
الآن متبقي سنتان للتخرج. فهل يجوز لي خلال كل فترة معينة -أقصد مثلا خلال كل شهرين أو ثلاثة- أن أرسل لها على بريدها الإلكتروني رسالة رسمية لا تتضمن أي تجاوزات أو أي كلام عاطفي، حتى تأنس بأني ما زلت أريدها، وأشعر أنا بارتياح هكذا، فأنا أفكر بها بكل تأكيد، والاتفاق على أن لا ترد هي على رسائلي فقط تقرؤها.
ورسائلي لا تتجاوز حدود الأدب أبدا، انما هي عبارة عن اقتباسات، وكلام غير عاطفي، لكن الغاية أن تعلم أني ما زلت مهتما بها.
هل لديكم نصائح لي كيف أبقي الأمور خلال هاتين السنتين قبل أن أرتبط بها بشكل رسمي؟
وما هو المسموح؟ وما هو غير المسموح؟
علما أننا انا وهي ملتزمان حق الالتزام، ومن المستحيل أن نخرج عن حدود الأدب والشرع في أي أمر، وأهلها وأهلي مطلعون على كل أمر. وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك وهذه الفتاة على حرصكما على الاستقامة على طاعة الله سبحانه، وتجنب الوقوع في الحرام، فجزاكما الله خيرا، ونرجو لكما المزيد من الهدى والتقى والصلاح، وأن يجمع الله بينكما في الحلال، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وسبق وأن بينا حدود التعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية في الفتوى: 30792.

ولمعرفة ضوابط محادثة الجنبية، أو مراسلتها يمكن مطالعة الفتوى: 333424.

فإن كنت تأمن الفتنة بإرسالك الرسالة لها عبر البريد، ولم تتضمن الرسالة ما يخالف الشرع، فلا حرج عليك -إن شاء الله- في إرسالها إليها، والأولى أن تجتنب التواصل معها بأي وسيلة كانت، حتى لا يكون ذلك ذريعة للحرام، ومدخلا للشيطان، وقد حذر الله -عز وجل- من شَرِّه، فقال: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة:168}. وغرضك من إرسال هذه الرسالة إليها يمكنك تحقيقه من سبيل آخر؛ كأن يتم عن طريق أمك، أو أختك، ونحو ذلك.

وكثرة دعاء الله سبحانه، وسؤاله التيسير من خير ما تحقق به مبتغاك، فهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

هذا بالإضافة إلى تقواك لله، وحرصك على ما فيه مرضاته، ففي التقوى كثير من خير الدنيا والآخرة، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2} وقال أيضا: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني