الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إكرام الزوجة أم زوجها إكرام له

السؤال

زوجتي لا تود والدتي حتى إنها لا تتصل بها بالهاتف
وقد جاءني عمل جديد بعيد وهذا يستلزم أن أقيم في هذا المكان الجديد وأنا أرى أن هذا مناسب لأحاول أن أصلح من زوجتي وحتى تهدأ الأمور فهل أنا مذنب في حق والدتي في هذا البعد

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلتعلم أن حق أمك عليك آكد من حق زوجتك، وفي الحديث: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.

فالواجب عليك البر بأمك مع محاولة الإصلاح بينها وبين زوجتك وإزالة أسباب الجفوة بينهما، كما أنه لا يصلح من زوجتك قطيعة أمك، فإن هذا ليس من حسن الخلق ولا من عشرتها بالمعروف، فإكرامها أمك إكرام لك، واحترامها وصلتها احترام لك في حقيقة الأمر.

وأما ذهابك للعمل في مكان بعيد عن أمك، فينظر إن كانت أمك محتاجة إلى أن تكون قريبا منها وكان في ذهابك تضييع لحقها، فلا يجوز لك الذهاب، وإن لم يك فيه ذلك المحذور فلا بأس.

قال ابن حزم في "المحلى": وإن كان الأب والأم محتاجين إلى خدمة الابن أو الابنة الناكح أو غير الناكح، لم يجز للابن ولا للابنة الرحيل ولا تضييع الأبوين أصلا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني