الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ..)

السؤال

وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين . سورة هود،سبب نزول هذه الآيه عندما ذهب رجل للرسول يسأله عن كيفية تكفيره لإصابته قبلة من امرأةسؤالي عن توقيت هذه الصلوات التي تكفر هذا الذنب خلال اليوم وهل يشترط أن تكون في يوم واحد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس لهذا الذنب صلاة تخصه، وأما المراد بقوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ(هود: من الآية114) ففيه أقوال:

قال مجاهد رحمه الله تعالى: طرفا النهار صلاة الصبح والظهر والعصر، وزلفاً من الليل صلاة المغرب والعشاء.

وقال مقاتل: صلاة الفجر والظهر طرف، وصلاة العصر والمغرب طرف، وزلفاً من الليل يعني صلاة العشاء.

وقال الحسن: طرفا النهار الصبح والعصر، وزلفاً من الليل: المغرب والعشاء. ا.هـ من البغوي.

قال الطبري: وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال هي صلاة المغرب كما ذكرنا عن ابن عباس. ا.هـ

ويقصد بذلك أن صلاة الطرف الأول صلاة الفجر والطرف الثاني المغرب، وزلفاً من الليل العشاء.

وأما المقصود بقوله تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ(هود: من الآية114)، فالمراد بالحسنات في قول أكثر أهل العلم الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

واعلم أخي أن تكفير الذنب كما يكون بما ذكر من فعل واحدة من الصلوات الخمس يكون بغير ذلك أيضاً، ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني