الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العبادة تشمل مناحي الحياة

السؤال

ما هي حقيقة العبادة؟ وهل تشمل معنى الإطاعة؟ وكذلك هل تشمل نظام الحياة كلها أم المقصود بها العبادات فقط مثل الصلاة والزكاة والصوم؟
أفيدوني بالأدلة الثابتة وآراء السلف الصالحين المعتمدين. والله يحفظكم ويجزيكم عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، بعد:

فالعبادة في اللغة: الخضوع والتذلل، وقد تستعمل بمعنى الطاعة.

وفي الاصطلاح: ذكر العلماء لها تعريفات، أجمعها قولهم: هي اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.

والعبادة والقربة والطاعة ألفاظ متقاربة، وبينها عموم وخصوص كما يقول ابن عابدين في حاشيته: فالعبادة ما يثاب على فعله، وتتوقف صحته على نية.

والقربة: ما يثاب على فعله بعد معرفة من يتقرب إليه به ولم يتوقف على نية.

والطاعة: ما يثاب على فعله توقف على نية أم لا، عرف من يفعله لأجله أم لا. انتهى.

والعبادة تكون فعلاً وتركاً، فمن فعل الطاعات وترك المحرمات امتثالاً كان فعله وتركه عبادة يثاب عليها.

وقصر العبادة على الصلاة والزكاة والصوم خطأ واضح، فالعبادة كما سبق شاملة لجميع الواجبات والمستحبات والتروك.

بل المباحات تكون عبادة بالنية، فمن أكل وشرب ونام بنية التقوي على الطاعة مثلاً كان أكله وشربه ونومه عبادة منه لربه، كما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. رواه مسلم.

وقد أثر عن بعض السلف قوله: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.

وإذا كانت العبادة شاملة للفعل والترك والواجب والمستحب والمباح، صح أن يقال: إن العبادة تشمل نظام الحياة كله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني