الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المستفاد من الرهان الرياضي

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيمالحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.و بعد, فعن النعمان بن البشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول"إن الحلال بين والحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه". فأنا شاب غيور على ديني أحب أن يطيب مالي ذلك أني عملت في مرحلة من حياتي لدى شباك الرهان الرياضي قائما بفرز أوراق الفائزين و أعد وأحصي الأوراق الخاصة لهذه العملية و أتقاضى على ذلك أجرا على حسب عملي، ثم إن هذا المال خلطته مع مال آخر باستعماله في نشاط تجاري بالاشتراك مع رجل آخر.و بعد استعمال هذا المال المختلط لمدة سنوات، طرأ علي شك فسألت أحد الأئمة في مدينتنا فأفتاني بأن المال الذي حصلت عليه بعملي في الرهان الرياضي حرام، و بالتالي فتجب علي تصفية مالي بمقدار يساوي مقدار الفائدة التي حصلت عليها بهذا المال المختلط؛ فكلفت صديقاً بإخراجها و تم ذلك ثم واصلت نشاطي التجاري بهذا المال المصفى.و لكن بعد سنوات من تصفية هذا المال، لازلت في شك من هذا المال، ولذا أسألكم الأسئلة التالية راجيا من الله عز و جل أن يوفقكم في إجابتي و إزالة الشك عني:1-هل المال الذي حصلت عليه من خلال عملي في الرهان الرياضي حلال أم حرام؟2-بعد تصفية المال كما أفتاني ذلك الإمام، هل يعتبر مالي الحالي صافيا من الحرام أم تجب علي أمور أخرى حتى يتقبل مني الله عز و جل توبتي.
و في الأخير أسأل الله عز وجل أن يؤجركم على جهودكم و أن يبارك في علمكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الرهان الرياضي من النوع المحرم، فعملك في هذا المجال حرام، وما اكتسبته منه محرم، وأما إذا كان الرهان الرياضي ليس من النوع المحرم، فعملك فيه مباح، وما اكتسبته منه حلال، وراجع في حكم الرهان الرياضي الفتوى رقم: 14704، والفتوى رقم: 26712، وعلى فرض أن عملك كان من النوع الأول المحرم فالواجب عليك في هذه الحالة التوبة إلى الله عز وجل، والتخلص من المال الذي استفدته من عملك ذلك في أوجه الخير، فإذا تم التخلص منه بعينه أو مقداره إن كان معلوماً أو بما يغلب على الظن إن جهل قدره، فقد برئت ذمتك منه، وطابت لك بقية مالك.

أما إن استثمرت هذا المال قبل التخلص من الحرام الذي فيه، فانظر حكم ذلك في الفتوى رقم: 43933.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني