الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشد الأخطار التي تواجه المسلمين

السؤال

ما هو أشد خطراً على الإخوان المسلمين، هل يجوز الصلاة في مسجد وأمامه مقبرة، لماذا لم يكن هناك جمعية خيرية لزواج الحفاظ للقرآن الكريم أولاد وبنات الحفاظ على الحافظات في أنحاء العالم، ولماذا لا نسعى لمثل هذا المشروع الطيب ويكون تشجيعا للطلاب والطالبات في جميع أنحاء العالم، وإعطاء قيمة كبيرة للقرآن الكريم مما يدفع الناس جميعا أو أكثر الناس نحو كتاب الله، ويكون المهر من القرآن كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهذه وسيلة ناجحة وعظيمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأشد الأخطار التي تواجه المسلمين في كل عصر هي بعدهم عن دينهم وركونهم إلى الدنيا وشهواتها إذ بذلك تضعف قوتهم وتذهب هيبتهم وتحل بهم المصائب والنكبات والهزائم وتسلط عليهم الأعداء، قال الله تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:165].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. رواه أبو داود وغيره، وروى أبو داود أيضاً عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قل بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن، قال: حب الدنيا وكراهية الموت.

فالخطر الأكبر هو ضعف الإيمان والبعد عن الله جل وعلا، وأما حكم الصلاة في المسجد الذي أمامه قبور فقد فصلناه في الفتوى رقم: 29937 فراجعها، وأما المشروع الذي تقدمت به فمشروع طيب ونسأل الله جل وعلا أن يوفق الصالحين لإقامة مثل هذا المشروع ودعمه وننبه إلى أنه ينبغي للمسلمين الاهتمام بالقرآن وعدم إهماله أو تعليق الاهتمام به على حصول مثل هذه المشاريع فقط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني