الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذم وسب العرب... رؤية شرعية

السؤال

ما حكم سب العرب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز سب العرب جملة، وسبهم أشد من سب غيرهم؛ لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكابر أصحابه منهم.

ولذلك قال الحليمي في «شعب الإيمان» في باب (تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإجلاله، وتوقيره):

ومما يتصل بهذا الباب تعظيم العرب وإجلالهم؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- عربي، وجاء عنه -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله خلق الخلق، فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم) ... من أطلق -بذم العرب، والوقيعة فيهم، وتفضيل الأعاجم عليهم- لسانه، فقد آذى بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه أسمعه في قومه خلاف الجميل، والله -عز وجل- يقول: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًا}. اهـ. وراجعي للفائدة الفتوى: 47559.

وأما من سبهم لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم، فهذا نفاق، وزندقة -والعياذ بالله-

قال المناوي في «فيض القدير» عند حديث "من ‌سب ‌العرب فأولئك هم المشركون بالله" قال: أي بسبهم لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم، أو نحو ذلك، مما يقتضي طعنا في الشريعة، أو نقصا في ما جاء به -صلى الله عليه وسلم-. وقال بعض علماء الروم: المراد من سب جنس العرب من حيث إنهم عرب، فإنه حينئذ كافر؛ لأن الأنبياء منهم، فسب الجنس يستلزم سبهم، وسبهم كفر. ويؤيده خبر: "حب العرب إيمان، وبغضهم كفر". اهـ.

ولكن هذا الحديث لا يصح، قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» في ترجمة مطرف بن معقل: له حديث، وهو موضوع. معمر بن حمد بن معمر البلخي، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا مطرف بن معقل، عن ثابت، عن أنس - مرفوعاً: "من ‌سب ‌العرب فأولئك هم المشركون". اهـ.

واستنكر هذا الحديث كل من العقيلي وابن عدي في ترجمة مطرف هذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني