الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغضبت والدها واعتذرت منه ولم يقبل اعتذارها

السؤال

اشتد الخلاف بيني وبين والدي، ووصل بينا الأمر للمشادة الكلامية، فسقطت مني سهوا أن قلت له: حسبي الله ونعم الوكيل. فغضب مني جدا، وتوقف عن الكلام معي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حاولت أن أعتذر، لكنه لم يقبل اعتذاري، وصار الآن يهدد بأنه إذا لم يكن راضيا عني، فإن أموري الدنيوية لن تتسهل. فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد مجاراة الولد لوالده إذا اشتد معه في الخلاف فيه إيذاء له، ويترتب عليه الوقوع في العقوق، وقد وجَّه القرآن الكريم إلى الأسلوب الذي يخاطب به الوالد، قال تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:24}. وراجعي الفتوى: 99048.

وأما قول: حسبي الله ونعم الوكيل. فراجعي فيه الفتوى: 109095، والفتوى: 127812.

فعليك التوبة مما بدر منك تجاه والدك، وننصحك بالتوسط إليه ببعض أهل الخير، ومن ترجين أن يستجيب قوله؛ ليقبل اعتذارك ويسامحك، فإن تم ذلك، فالحمد لله، وإلا، فأكثري من الدعاء له بخير، والإكثار من سؤال الله العافية. وانظري الفتوى 221788.

واحرصي على بره، والإحسان إليه، فلعل ذلك يكون سببا لرضاه عنك. هذا مع العلم بأن إساءة الوالد لا تسقط عن الولد بره والإحسان إليه. وراجعي الفتوى: 428662.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني