الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي في إبراء ذمة الوالد من الحقوق بعد موته من البر

السؤال

والدي -رحمه الله- كان قد ظلم أختي من الأم. وكلما قلنا لها: سامحي، تقول: لا.
ووالدي -رحمه الله- كانت عنده ظروفه؛ لأنه كانت عنده 6 بنات مع أختي من الأم.
كانت لها نهاية مكافأة معاش، فأخذها والدي -رحمه الله- وهناك مواقف كثيرة، رغم أن أخواتي أيضا ظلمن بسبب الظروف المادية.
وكل حين أتذكر أمي، وأمي لما زاد معاش والدي، بدأت تعوضهن وتعطيهن.
ماذا أفعل لوالدي لكي أكفر عن أخطائه، رغم أنهن لا يردن أن يسامحن، وقد تكلمت معهن كثيرا جدا.
آسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي لك أن تستغفر لوالدك، فالاستغفار للوالدين مطلوب شرعا سواء في حياتهما أو بعد مماتهما.

فأكثر من الدعاء له بالرحمة والمغفرة، واسع لدى أختك أو غيرها ممن له مظلمة عنده ليسامحه، إن لم يكن له تركة تقضي منها تلك المظالم، فحقوق العباد ومظالمهم لا بد أن تؤدى إليهم، أو يتنازلوا عنها ويسامحوا فيها؛ ففي الحديث عند البخاري: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ. إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ.

واعلم أن استغفارك له وسعيك في إبرائه من تلك المظالم والحقوق من أعظم البر به بعد موته، وفقك الله لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني