الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تحلّل العامل من صاحب العمل إذا أخذ بعض الأغراض دون علمه

السؤال

أنا شاب عليَّ دَين لصاحب المحل الذي أعمل فيه، وهو لا يعلم، فقد أخذت بعض الأغراض، وأحاول أن أجمع له المال، مع العلم أن هذا المكان سبب لي مشاكل كثيرة في دِيني ودنياي، ولا أعلم ماذا أفعل، فأنا بحاجة لتركه من أجل دِيني، ولإكمال دراستي، وفي نفس الوقت أنا بحاجة له؛ لمساعدة أهلي، وللمساعدة من خلال عملي ببعض المال لشراء أدوية لا تتوفر في بلدنا لأناس يحتاجونها، وأنا تائه، فبماذا تنصحونني؟ أفيدوني -أثابكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من التعدّي على مال صاحب المحل؛ وتبادر بردّ ما أخذته، أو تستحلّ صاحبه منه.

ولا يشترط لردّ الحق لصاحب المحل إعلامه أنّك أخذته بغير حق، ولكن يكفي أن تردّه بوسيلة لا تترتب عليها مفسدة، ولا توقعك في حرج، كما بينا ذلك في الفتوى: 272065.

وإذا كان عملك محرمًا؛ فالواجب عليك تركه، ولا يجوز لك البقاء فيه، إلا عند الضرورة، وقد بينا حد الضرورة التي تبيح البقاء في العمل المحرم في الفتوى: 237145، فراجعها.

وعلى أية حال؛ فنصيحتنا لك أن تبحث عن عمل لا يكون فيه ضرر على دِينك، وأن تقدّم سلامة دِينك على سلامة دنياك، فضلًا عن سلامة دنيا غيرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني