الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح الاستنشاق بوجود المخاط اليابس في الأنف؟

السؤال

هل المخاط اليابس في الأنف عازل للوضوء، إذا كنت أعمل بالقول بوجوب الاستنشاق؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المخاط اليابس في الأنف يختلف من حالة لأخرى، فقد يمنع وصول الماء إلى البشرة، وقد لا يمنعه.

وعلى افتراض أن المخاط المذكور يمنع وصول الماء إلى ما تحته؛ فإن الاستنشاق مجزئ مع وجوده؛ إذ لا يشترط في صحته وصول الماء إلى جميع باطن الأنف، حتى عند القائلين بالوجوب -كالحنابلة-، قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: والمبالغة في الاستنشاق: جذب الماء بالنفس إلى أقصى الأنف، على الصحيح من المذهب، وعليه الأصحاب. وقال في الرعاية: أو أكثره، كما قال في المضمضة، ولا يجعله سعوطًا. قال المصنف، ومن تابعه: لا تجب الإدارة في جميع الفم، ولا الاتصال إلى جميع باطن الأنف. اهـ.

أما الجمهور، فإن الاستنشاق سنة عندهم في الوضوء، فلا يبطل الوضوء بتركه أصلًا، كما سبق في الفتوى: 17079.

ويجوز لك تقليد مذهب الجمهور، خصوصًا ما دمت موسوسًا -كما يظهر من أسئلتك السابقة-.

وننصحك بالإعراض عن الوسوسة، وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني