الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دفع مال لاستخرج رخصة قيادة بسبب الجهل بلغة البلد

السؤال

هل تقاضي المال في الحالة التالية هو حرام أم حلال، نحن نعيش في دولة أجنبية وهناك بعض الناس يتقدمون للامتحان في مكان آخرين يجهلون لغة البلد من أجل الحصول على رخصة السياقة التي تخولهم قيادة المركبات، وهم يضطرون للتزوير في الأوراق الرسمية مقابل مبلغ معين من المال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نهى الشرع عن الكذب والغش والتزوير وهذا معلوم بين، وعليه فلا يجوز الإقدام على تزوير الأوراق ولا إدخال من يريد نيل الرخصة من ينوب عنه في الاختبار، لأن في حصول من لا يحسن قيادة السيارات على الرخصة وإقدامه على قيادة السيارة تعريضاً لنفسه وأنفس الآخرين للخطر.

أما من كان قادراً على قيادة السيارة أو غيرها مما يريد الترخيص له في قيادته، وكان حاصلاً على رخصة من جهة يعتد بها في هذا الشأن، وكان قادراً على اجتياز الاختبار وإنما حال بينه وبينه عدم معرفته بلغة ذلك البلد، فلا نرى حرجاً في دفع المال للوصول إلى هذه الرخصة لأنه مستحق لها.

وإذا جاز هذا في حق طالب الرخصة فلا يجوز في حق من اتخذ التزوير عملاً يتقوت منه، لأن مثل هذا قد يختبر عمن يستحق الرخصة وعمن لا يستحقها، وهو بعمله هذا يقوم بشهادة الزور التي قد يترتب عليها إزهاق أنفس وإتلاف ممتلكات، ولذا فلا يجوز ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني