الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم فرض مبلغ على مرتادي المسجد لأجل التوسعة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم. شيخنا الفاضل نحن من مسؤولي المساجد ببلجيكا, وبجوارنا مكان للبيع وأردنا أن نشتريه لتوسيع المسجد وتشاورنا مع بعض الإخوة من المسجد لشراء هذا المكان والذي يساوي ثمنه المطلوب 150000 يورو. واتفقنا على أن نشتريه , ولكن بشروط وهذه الشروط هي كالتالي: - أن نفرض على الجماعة مقدار 500 يورو لكل شخص ولكن لا نعرف عدد الأشخاص الذين سيوافقوننا على هذا النصيب المعين ولكن نقدر ما بين 150 حتى 200 شخص, قرر بعض الإخوة أن كل من يصلي في هذا المسجد يجب عليه أداء هذا الواجب. وبعد أشهر أو سنة سنعين مقدارا آخر لإتمام الباقي.- وكل من له أولاد يدرسون بهذا المسجد يجب علية أن يؤدي هذا الواجب.- ثم كل من يأتي جديدا إلى هذا المسجد من ناحية أخرى ليسكن في هذه الناحية ويشارك معنا في الصلاة عليه أن يؤدي هذا الواجب, أو يأتي لتسجيل أبنائه للتعليم في هذا المسجد لا يقبل حتى يؤدي هذا الواجب المفروض . • السؤال هو إذا امتنع أحد من هؤلاء الأصناف الثلاثة : الأب الذي له أبناء يدرسون حاليا في هذا المسجد وقد أدى واجبه الأول في شراء المسجد الأول الذي نصلي فيه الآن , وأراد أن يمتنع الآن لشراء المكان الثاني الذي نريد شراءه.• السؤال الثاني إذا إمتنع الشحص الذي يصلي معنا الآن , ولكنه لا يؤدي سوى ثمن الانخراط كجميع المنخرطين الذي هو 75 يورو كل سنة لكل شخص.• السؤال الثالث هو الشخص الثالث الذي سيشارك معنا في هذا المسجد لأول مرة سواء تحول ليسكن قرب هذا المسجد أو أحد أبناء الجماعة الذي سيأتي من جديد للمشاركة في الانخراط بهذا المسجد . أو يأتي لتسجيل أبنائه بهذا المسجد . فما حكم هؤلاء الأشخاص وجزاكم الله خير الجزاء عن عامة المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن من أفضل الأعمال بناء المساجد وتعميرها، انفراداً أو معاونة على ذلك، والإعانة على بناء المساجد من أفضل أنواع الإعانات، وقد ندبنا الله إليها بقوله: : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة:2]، وأي بر أعظم من بناء بيت لله يجتمع فيه أهل الإسلام، ليؤدوا فيه ما افترض الله عليهم من الصلوات، ويتعلموا فيه القرآن والسنة ويلتقوا على الخير والمحبة خمس مرات في اليوم، وكما يحصل ذلك الأجر العظيم لمن بنى المسجد من أساسه فإنه يحصل أيضاً لمن وسعه وزاد فيه، ولما وسع عثمان المسجد النبوي استدل بقوله صلى الله عليه وسلم: من بنى مسجداً... الحديث، قال الحافظ ابن حجر: ولم يبن عثمان المسجد إنشاء، وإنما وسعه وشيده، فيؤخذ منه إطلاق البناء في حق من جدد كما يطلق في حق من أنشأ. انتهى.

ومع هذا الفضل العظيم فإنه لا يمكن إيجاب ذلك على جماعة المسجد، أو الساكنين قريباً منه، بل هو على سبيل الندب، وأما أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون بالمسجد فلا بأس من فرض رسوم عليهم مقابل تعليم أولادهم، ومن ثم التبرع من قبل القائمين على التعليم بهذه الرسوم لتوسعة المسجد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني