الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صحة أثر: أول ما خلق الله عز وجل حين كان عرشه على الماء حملةَ العرش...

السؤال

ما صحة هذا الأثر: "أول ما خلق الله عز وجل حين كان عرشه على الماء حملةَ العرش، قالوا: ربنا لِمَ خلقتنا؟ قال: خلقتُكم لحمل عرشي، قالوا: ربنا، ومَن يقوى على حمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك ووقارك؟ قال: لذلك خلقتُكم، فأعادوا عليه ذلك مرارًا، فقال لهم: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فحملوه"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الأثر ذكره بعض أهل العلم في كتبهم دون إسناد مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية"، وذكره ابن القيم في موضعين من كتبه:

فذكره في كتابه: "اجتماع الجيوش الإسلامية" عن الإمام الدارمي أنه سَاقَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ: أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ حِينَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ حَمَلَةَ الْعَرْشِ، فَقَالُوا: رَبَّنَا لِمَ خَلَقْتَنَا؟ فَقَالَ: خَلَقْتُكُمْ لِحَمْلِ عَرْشِي، فَقَالُوا: رَبَّنَا وَمَنْ يَقْوَى عَلَى حَمْلِ عَرْشِكَ وَعَلَيْهِ جَلَالُكَ، وَعَظَمَتُكَ وَوَقَارُكَ؟ فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي خَلَقْتُكُمْ لِذَلِكَ، قَالَ: فَيَقُولُونَ ذَلِكَ مِرَارًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: قُولُوا لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. وهذا الأثر موقوف على معاوية بن أبي صالح، وهو من كبار أتباع التابعين.

كما ذكره أيضًا في كتابه: "الوابل الصيب"، ونسب لابن أبي الدنيا أنه رواه عن الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح.

ولم نقف على هذا الأثر مسندًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من كتب السنة؛ فالله أعلم به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني