الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تعاقب من كذبت على أهلها بكذب أولادها عليها؟

السؤال

أنا فتاة كنت أكذب على أهلي كثيرا؛ لأنني أريد الخروج مع أصدقائي، ولم يكن والدي يوافق على ذلك. أنا أعلم أن ذلك ليس مبررا.
والآن أنا متزوجة، وعندي طفلة، وأخاف أن تفعل بي ما فعلته بأهلي، أن تكذب عليّ في أشياء. فكيف أكفر عن ذلك؟
كلما أتذكر أكاذيبي أتضايق كثيرا، ولا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن هذا المسلك الذي سلكته من الكذب على أهلك مسلك خاطئ، ووقوع في ذنب ، فالكذب محرم، ولا يطبع عليه المؤمن؛ كما ثبت في السنة، وراجعي الفتوى: 429568.

فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح من الكذب، ومما يترتب على خروجك من منكر، ولا يلزم أن تفعل ابنتك معك مثل ما فعلت مع أهلك، خاصة مع ندمك وتوبتك، فالتوبة تمحو آثار الذنب، فلا يعاقب صاحبه لا في الدنيا ولا في الآخرة.

قال ابن تيمية: نحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة؛ لا شرعا، ولا قدرا. اهـ.

واحرصي على الدعاء لنفسك بالعفو والعافية، وتربية ابنتك على عقيدة وأخلاق الإسلام، والدعاء لها بكل خير، وأن ينشئها ربها على البر والصلاح، فدعاء الوالدة مستجاب، كما ثبت في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. . وللفائدة تراجع الفتوى: 127572.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني