الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعجاب الشخص بالشيوعيين بين الكفر وعدمه

السؤال

سألت شيخا عن الإعجاب بالشيوعيين -ليس كعقيدة، لكن كمنهج حكم-، فقال لي: هذا كفر. فقلت له: كيف أتعامل مع هذا الشخص. قال لي: تبين له، وتتركه. فقلت: ولو كان زوج أختي. قال: وإن كان. قلت: جاء في بالي إن كان هذا كفرا، فلا يحل لأختي. قال لي: لقد كفرته في هذه الحالة، وليس هذا واجبك، إنما واجبك أن تبين له، وتتركه. فهل فتوى هذا الشيخ صحيحة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحكم على الناس بالكفر أمر خطير، لا يسوغ لآحاد الناس، وإنما هو وظيفة القضاة وأهل العلم، وإعجاب هذا الشخص بالشيوعيين، أو بنظام حكمهم يحتاج لتثبت من الجوانب التي تعجبه في حكمهم، ومدى معارضتها للإسلام ولقانون الشريعة، فإن كانت معارضة للشريعة، فيبين له أن الله هو أحكم الحاكمين، وأنه لا يجوز الحكم بين الناس بخلاف حكمه تعالى، وأن كل حكم وضعي من اختراع البشر يجب تنحيته عن واقع الناس، وألا يتحاكموا إلا إلى شرعه -جل اسمه- كما قال تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ {المائدة:50}.

وإن كانت مظاهر إعجابه بهم مما تضمنته الشريعة، فيبين له أنه لا حاجة بنا إلى استيراد أفكار قد تضمنها شرعنا، وحكم بها بين الناس.

وعلى كل حال، فقد يكون هذا الشخص جاهلا ربما لا يدري ما الشيوعية أصلا، والواجب الرفق بالجاهل، وتعليمه، ونصحه.

وأما الإقدام على التكفير؛ فمخاطرة عظيمة عليك أن تتجنبها، ولا تعرض نفسك لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني