الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالدين في حلق اللحية وحضور الحفلات المختلطة

السؤال

طلبت مني أمّي أن أشارك في مهرجان عالمي كمنشط؛ لأن الله أنعم عليّ بصوت جهوري جوهري، وقد حضر في هذا المهرجان أو المؤتمر وزراء وممثلون من أنحاء العالم، فرفضت الذهاب مع أمّي؛ لدرايتي بالاختلاط، ولأني سأنشط مع بنت متبرجة، وللموسيقى، ولكثير مما يطول ذكره، وقد أنعم الله عليّ بالحكمة، وسداد القول في الرفض والقبول، وأن أتحرّى ما ينطق به لساني، وكان معلمي الله ورسوله.
وقفت الأسرة مع أمّي، وهم يحتجّون بأمر المال، والشهرة، وغير ذلك، فاستدللت عليهم بالأدلة، ووافق ذلك ضعف إيماني، ومخافة غضب أمي.
كما أمرتني أمّي بحلق لحيتي الحديثة؛ لأني من دونها أكون بشوشًا، فرفضت، فضجّت، وأرادت ضربي، فعانقتها، ثم حدثت أحداث، وفي الأخير أغمي عليها، وحلقت اللحية، وذهبت معها لأستطيع إرضاءها، فهل قدّمت طاعة المخلوق على الخالق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن طاعة الوالدين إنما تشرع في المعروف.

وأما المحرم، والمنكر؛ فلا يحلّ طاعتهما فيه -ولو أدّى ذلك إلى غضبهما-، فقد جاء في الحديث عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لبشر في معصية الله. أخرجه أحمد، وابن حبان في صحيحه، وأصله في الصحيحين.

فلا يحلّ لك طاعة والدتك في الغناء المحرم، وحضور الحفلات المشتملة على الاختلاط بالمتبرجات، وحلق اللحية، فكل ذلك من الأمور المحرمة.

وينبغي لك مع ذلك أن تترفّق بوالدتك، وتتودّد إليها، وتتلطّف في الاعتذار عن الاستجابة لها، مع دعاء الله أن يهديها، ويشرح صدرها للحق.

وما فعلته لا يعتبر طاعة شركية، وانظر في هذا الفتوى: 129084.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني