الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب عدم إخبار الإنسان بما يحزنه

السؤال

هناك رسالة صوتية مرسلة على تليفوني إلى والدي من إحدى أخواته، ولكنها قد تحزنه، فهل يجوز لي مسحها، وعدم إخباره بها؛ خوفا عليه من الحزن، ولعدم الوقيعة بينهم؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن غلب على الظن أن يترتب على مضمون هذه الرسالة ضرر باطلاع أبيك عليها، فالواجب عليك عدم إخباره بها؛ لأن الضرر تجب شرعا إزالته بناء على القاعدة الفقهية: الضرر يزال. وهي من فروع القاعدة الكلية: لا ضرر ولا ضرار.

قال الولاتي في شرح أصول المذهب-مذهب مالك-: القاعدة الثانية: إزالة الضرر، أو الضرر يزال: أي وجوب إزالة الضرر عمن نزل به، والأصل في هذه القاعدة ما رواه مالك في الموطأ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا ضرر ولا ضرار. لأن الشريعة مبنية على جلب المصالح ودفع المفاسد.... اهـ.

ولو قدر أن سألتك عمتك عنها، فأخبريها على سبيل التورية أنك لم تستلمي منها رسالة، تعنين بعد مسحك هذه الرسالة، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما قال عمر -رضي الله عنه-، أي مخرج من الوقوع في الكذب.

وإن أمكنك معالجة هذا الأمر بطريقة غير مباشرة بحيث يبقى الود بين أبيك وبين أخته، فذلك أمر حسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني