الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وصف مخلوق بأنه الأول والآخر

السؤال

رأيت شخصا يقول: إن عليًّا هو الأول والآخر. فما الحكم؟
نحن نعلم أن الشخص قد يوصف بالعزيز أو العظيم، أو القدير أو الرحيم، لكن الأول والآخر لا أحد يتصف بها سوى الله؛ لأنه الأول والآخر وحده. فليس قبله شيء، وليس بعده شيء.
أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن وصف مخلوق بأنه (الأول والآخر) لا يجوز، فالوصف بهذا الإطلاق لا يجوز لغير الله سبحانه.

قال ابن القيم في تحفة المودود: ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب -تبارك وتعالى- فلا يجوز التسمية بالأحد، والصمد، ولا بالخالق، ولا بالرازق، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب -تبارك وتعالى- ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر والظاهر، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار، والمتكبر، والأول، والآخر، والباطن، وعلام الغيوب.
وقد قال أبو داود في سننه: حدثنا الربيع بن نافع عن يزيد بن المقدام ابن شريح عن أبيه عن جده شريح عن أبيه هانئ: أنه لما وفد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة مع قومه، سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنى أبا الحكم؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أحسن هذا. فما لك من الولد؟ قال: لي شريح ومسلمة وعبد الله، قال: فمن أكبرهم؟ قلت: شريح، قال: فأنت أبو شريح.

وقد تقدم ذكر الحديث الصحيح: أغيظ رجل على الله رجل تسمى بملك الأملاك...

وأما الأسماء التي تطلق عليه وعلى غيره كالسميع والبصير، والرؤوف والرحيم، فيجوز أن يخبر بمعانيها عن المخلوق، ولا يجوز أن يتسمى بها على الإطلاق بحيث يطلق عليه كما يطلق على الرب تعالى.اهـ.

لكن الإخبار عن مخلوق بأنه أوَّلٌ مع قصد أولية مقيدة، أو الإخبار عنه بالآخر مع قصد آخرية مقيدة؛ فلا بأس به، كما في وصف يوم القيامة باليوم الآخر، وراجع للفائدة الفتويين: 179965 - 137535.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني